ورشة تدريبية لإنتاج مواد إخبارية بيئية ضمن مبادرة “شاشة خضراء”
سوسنة/ شاشة خضراء
اختتمت اليوم ورشة تدريبية متخصصة في إنتاج مواد إخبارية بيئية، تحت مظلة مبادرة “شاشة خضراء”، التي تنفذها منصة سوسنة كجزء من مشروع شبكة الهيئات المحلية للتنمية المستدامة وشارك فيها صحفيون وطلاب جامعيون .
ويأتي تنفيذ هذه الورشة التي عقدت في نابلس، بدعم من الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، بالشراكة مع منظمة FELCOS Umbria الإيطالية، وبتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الدولي واتحاد بلديات تراسيمينو.
يشار إلى أن الهدف الرئيسي من هذه الورشة المتخصصة هو دعم المبادرات البيئية في الهيئات المحلية الفلسطينية، وتعزيز مسار التنمية المستدامة من خلال رفع الوعي حول قضايا البيئة والاستدامة.
وشهدت الورشة، التي امتدت على يومين، إطلاق منصة فرعية جديدة ضمن سوسنة تُدعى “شاشة خضراء”، والتي تُعد بابا للتغيير الإيجابي من خلال نقل القصص الملهمة وذات التأثير الاجتماعي والاقتصادي بما يتوافق مع الأهداف البيئية.
وتهدف المنصة إلى تمكين الأفراد والمجتمعات المحلية الى نشر الوعي البيئي، وإلهام الأجيال من خلال سرد قصص نجاح تعكس روح المبادرة في مواجهة التحديات البيئية.
وركز اليوم الأول على مقدمة حول الصحافة البيئية، وأهميتها في رفع الوعي العام بالتحديات مثل التغير المناخي والتلوث والتدوير والاقتصاد الدائري، وتسليط الضوء على تأثيرات الأنشطة البشرية على الكوكب.
كما ناقشت الورشة دور الصحافة كأداة توعوية وضاغطة لتبني ممارسات صديقة للبيئة، مع الإشارة إلى تحديات مثل نقص التمويل والتضليل حول قضايا المناخ.
وتخلل جلسات اليوم الاول ايضا توضيح الفروق بين الصحافة التقليدية، التي تغطي مواضيع سياسية واقتصادية عامة، والصحافة البيئية التي تركز على التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد الطبيعية، والاستدامة.
وأشار المتحدثون في الورشة الى أن قصص البيئة تتجاوز الجانب المتخصص لتشمل التأثيرات الاقتصادية، السياسية، والصحية على حياة الإنسان اليومية.
وشدد المحاضرون على أهمية التغطية الصحفية في رفع مستوى الوعي، والتأثير على السياسات العامة، إلهام التغيير الفردي والجماعي، رصد الانتهاكات البيئية، وتعزيز الحوار العلمي والإجتماعي.
وفي سياق المفاهيم البيئية الأساسية، استعرضت الورشة تعريفات تغير المناخ كتغيرات طويلة الأمد في أنماط الطقس بسبب انبعاثات غازات الدفيئة، والتنمية المستدامة التي تلبي احتياجات الحاضر دون إضرار بالأجيال المقبلة، بالإضافة إلى الاقتصاد الأخضر الذي يركز على النمو مع تقليل التأثير البيئي.
وأكد المدربون على أهمية استخدام المصطلحات بدقة لتعزيز المصداقية، وتبسيطها للجمهور العام دون فقدان المعنى، مع تجنب اللبس الذي قد يؤدي إلى سوء فهم.
أما عن أهمية الفيديو في التغطية البيئية، فقد أوضحت الورشة كيف يجذب الانتباه من خلال نقل الصور والأصوات مباشرة، ويوثق الواقع بصرياً، ويبسط المعلومات المعقدة عبر الرسوم المتحركة. واشار المدربون إلى أن استخدام الفيديو يساهم في التأثير على جمهور عريض عبر وسائل التواصل، وإلهام التغيير السلوكي مثل إعادة التدوير، بالإضافة إلى إبراز القصص الإنسانية والتوثيق التاريخي للتغيرات البيئية.
في اليوم الثاني، انتقلت الورشة إلى اختيار الهدف (الموضوع البيئي) وإجراء المقابلات، مع التركيز على قضايا ذات صلة محلية مثل تلوث الهواء أو تأثير الجفاف على الزراعة، بناءً على معايير الأهمية، الحداثة، والقرب.
كما غطت مهارات الكتابة الصحفية البيئية، بما في ذلك عناصر التقرير مثل العنوان الجذاب، المقدمة المشوقة، الجسم الغني بالحقائق والتحليلات، والخاتمة التي تدعو للعمل.
وناقشت الورشة كيفية تبسيط المصطلحات العلمية باستخدام لغة بسيطة وتشبيهات يومية، واستخدام البيانات والإحصاءات من مصادر موثوقة مثل تقارير الأمم المتحدة، مع ربطها بالقصة لتعزيز المصداقية.
وتطرقت الورشة الى موضوع أخلاقيات الصحافة مثل الدقة، الموضوعية، تجنب التحيز، والشفافية.
وتأتي هذه الورشة في وقت حاسم، حيث يزداد تأثير تغير المناخ على فلسطين، وتساهم في بناء قدرات الصحفيين لتعزيز العدالة المناخية.
ودعا المنظمون المتدربين إلى المشاركة في المنصة الجديدة لنشر قصص نجاح بيئية، مما يعزز الوعي والعمل الجماعي نحو مستقبل مستدام.