التلوث البلاستيكي عالميا: المشكلة والحل
سوسنة
أنتج العالم ما يُقدّر بنحو 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية في العام الماضي 2024، ما يعادل وزن برج إيفل بأربعين ألف مرة .
يعد البلاستيك من أكثر عمليات التصنيع استهلاكا للطاقة في العالم، وفي العام 2019 ولد البلاستيك 1.8 مليار طن متري من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أي 3.4% من الإجمالي العالمي.
– تشير التقديرات إلى أن نحو 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية تتسرب إلى النظم البيئية المائية كل عام أي ما يعادل وزن ٢٢٠٠ برج إيفل تقريبا.
-يتأثر أكثر من 800 نوع بحري وساحلي بهذا التلوث .
-تشير التقديرات إلى أن كل شخص على هذا الكوكب يستهلك أكثر من 50,000 جزيىء بلاستيكي سنويا.
-تتراوح التكلفة الاجتماعية والبيئية السنوية للتلوث البلاستيكي ما بين 300 مليار دولار و600 مليار دولار .
حقائق بين الحاضر والماضي:
البلاستيك هو جزء مهم من العالم الحديث، ويُستخدم في كل شيء؛ من أجزاء السيارات إلى الأجهزة الطبية.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي يقدّر الباحثون أن البشرية قد أنتجت 9.2 مليار طن من المادة، حوالي 7 مليارات طن منها أصبحت نفايات.
ما أنواع البلاستيك الاكثر استخداما؟
أحد المصادر الرئيسية لتلوث البلاستيك هو المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام، والتي لا يتم تدويرها في الاقتصاد، مما يُثقل أنظمة النفايات ويدخل إلى البيئة. بعض أكثر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام شيوعا هي زجاجات المياه، حاويات التوزيع، أكياس الطعام الجاهز، أدوات المائدة القابلة للتصرف، أكياس التجميد.
أين تجد تلوث البلاستيك؟
يتغلغل التلوث البلاستيكي في كل ركن من أركان الكوكب، حتى في أجسامنا على شكل جزيئات بلاستيكية دقيقة .في كل مكان تقريبًا.
إنه في البحيرات والأنهار والمحيط. إنه يملأ شوارع المدن وحقول المزارعين، يفيض من مكبات النفايات، يتراكم في الصحارى ويتسلل إلى الجليد البحري، حتى أن الباحثين وجدوا حطامًا بلاستيكيًا على جبل إيفرست وفي خندق ماريانا، أعمق نقطة على الأرض.
لماذا ينظر الى التلوث البلاستيكي كمشكلة كبيرة؟
هناك ثلاثة أسباب رئيسية.
أولًا، يمكن أن يُسبب تلوث البلاستيك دمارا للأنظمة البيئية. وجدت دراسة أن الجزيئات البلاستيكية الصغيرة يمكن أن تُبطئ نمو الطحالب البحرية المجهرية المعروفة بالعوالق النباتية، وهي أساس العديد من الشبكات الغذائية المائية.
كذلك، غالبا ما تأكل الأسماك المنتجات البلاستيكية عن طريق الخطأ، مما يملأ معدتها بشظايا غير قابلة للهضم تسبب موتها جوعًا.
ثانيًا، غالبًا ما يتحلل البلاستيك إلى أجزاء صغيرة جدًا – تُعرف بالميكروبلاستيك والنانوبلاستيك – والتي يمكن أن تتراكم في جسم الإنسان. تم العثور على الميكروبلاستيك حتى في حليب الأم. وجدت دراسة أن في المتوسط، يحتوي لتر من المياه المعبأة على حوالي 240,000 جزيء من الميكروبلاستيك.
ثالثًا، يساهم البلاستيك في جميع مراحل دورة حياته أيضًا في تغير المناخ. إنتاج البلاستيك – وهي عملية تستهلك الكثير من الطاقة – كان مسؤولًا عن أكثر من 3 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في عام 2020، حسب تقديرات الباحثين.
هل يمكن لإعادة التدوير وحدها إنهاء أزمة تلوث البلاستيك؟
لا. فقط حوالي 9 في المئة من البلاستيك يتم إعادة تدويره فعليًا، وفقًا لدراسة من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. هناك عدة أسباب لذلك. العديد من المنتجات البلاستيكية ليست مصممة لإعادة الاستخدام أو التدوير. بعضها هش جدًا بحيث لا يمكن إعادة تدويره، بينما يمكن إعادة تدوير البعض الآخر مرة أو مرتين فقط. العديد من البلدان تفتقر إلى البنية التحتية لجمع وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية. ولكن ربما تكون المشكلة الأكبر: أن أنظمة التدوير لا تستطيع مجاراة الانفجار في النفايات البلاستيكية.
إذًا، كيف يمكن للعالم مواجهة تلوث البلاستيك؟
نحتاج إلى التفكير على نطاق واسع. هذا يعني النظر إلى ما هو أبعد من التدوير وإيجاد طرق للحد من المشاكل البيئية والصحية الناجمة عن تلوث البلاستيك. هذا يعني النظر في كل مرحلة من مراحل حياة المنتجات، من إنتاجها، وتصميمها، واستهلاكها إلى التخلص منها. يُعرف هذا باسم “نهج دورة الحياة”.
بشكل عملي، هذا يعني تقليل اعتمادنا على المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام. ويعني إعادة تصميم المنتجات البلاستيكية بحيث تدوم لفترة أطول، وتكون أقل خطرًا، ويمكن إعادة استخدامها وفي نهاية المطاف تدويرها. ويعني إيجاد بدائل للبلاستيك في مجموعة متنوعة من المنتجات. ويعني أيضًا منع تسرب البلاستيك إلى البيئة.
كل هذا يبدو مكلفًا وصعبًا. هل هو كذلك؟
ليس بالضرورة. الحكومات، والشركات، والمجموعات غير الربحية، والأشخاص في جميع أنحاء العالم يطلقون بالفعل حلولًا مبتكرة لإنهاء تلوث البلاستيك. وتشير الأبحاث إلى أن نهج دورة الحياة يمكن أن يوفر للعالم 4.5 تريليون دولار أمريكي من التكاليف الاجتماعية والبيئية بحلول عام 2040.
قالت توندا: “نحن بحاجة إلى التوقف عن التفكير في حلول تلوث البلاستيك كمصاريف”. “إنها استثمارات في مجتمعات صحية وكوكب صحي – أشياء ستجلب أرباحًا لأجيال قادمة”.
ماذا يفعل العالم بشأن تلوث البلاستيك؟
تتخذ العديد من الدول إجراءات لمواجهة التلوث على المستوى الوطني من خلال قوانين تهدف إلى تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام وإلزام الشركات المصنعة بتحمل المسؤولية طويلة الأجل عن منتجاتها. ومع ذلك، نظرًا لأن تلوث البلاستيك مشكلة عابرة للحدود، فإن التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية. ولهذا السبب، تتفاوض الدول حاليًا على معاهدة عالمية لإنهاء تلوث البلاستيك. اللجنة التفاوضية الحكومية الدولية – المكلفة بصياغة الاتفاق – ستجتمع للجزء الثاني من دورتها الخامسة في جنيف سويسرا من 5 إلى 14 أغسطس 2025
تقول الخبراء إن هذه المحادثات تمثل اعترافًا من قادة العالم بخطورة أزمة تلوث البلاستيك والحاجة إلى اتفاق ملزم قانونًا لمعالجتها.
لماذا هناك إلحاح كبير للقضاء على البلاستيك؟
من دون اتخاذ إجراءات حاسمة، ستزداد مشكلة تلوث البلاستيك سوءًا. تتوقع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أنه بحلول عام 2060، ستتضاعف النفايات البلاستيكية تقريبًا لتصل إلى مليار طن سنويًا. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة في التلوث البلاستيكي، مع دفن أو حرق أو فقدان ما يقرب من نصف النفايات البلاستيكية الجديدة في البيئة.
- برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومصادر أخرى.