
سوسنة
كادت الحياة في البحر المتوسط ان تختفي عندما اصبح يوما من الايام “بحر ميت” آخر حين ارتفع تركيز الملح فيه الى مستويات كبيرة جعلت من حياة الكائنات البحرية مستحيلة.
قبل 5 الى 6 مليون سنة في أواخر العصر الميوسيني أدى انفصال البحر المتوسط عن المحيط الأطلسي إلى جفاف البحر المتوسط تقريبا بالكامل، مخلفا بضع بحيرات شديدة الملوحة مشابهة للبحر الميت الحالي تسببت بتدهور واسع للتنوع الحيوي.
تُمهّد دراسة جديدة الطريق لفهم التعافي الحيوي بعد تلك الأزمة البيئية التي أثرت على البحر الذي نعرفه اليوم بالمتوسط وتسببت في ذلك الوقت باختفاء شبه كامل للحياة البحرية.
تمكّن فريق دولي من العلماء بقيادة كونستانتينا أجيادي من جامعة فيينا من تحديد مدى تأثر الكائنات البحرية بملوحة البحر الأبيض المتوسط.
وتشير الدراسة إلى انه لم ينجُ من تلك الأزمة سوى 11% من الأنواع المتوطنة، ولم يتعافَ التنوع البيولوجي إلا بعد 1.7 مليون سنة أخرى على الأقل.
في الدراسة التي نُشرت في مجلة ساينسhttps://www.science.org/doi/10.1126/science.adp3703?adobe_mc=MCMID%3D43054923500555183784433604705816309749%7CMCORGID%3D242B6472541199F70A4C98A6%2540AdobeOrg%7CTS%3D1724937605 ، تمكن فريق دولي من الباحثين يضم 29 عالمًا من 25 معهدًا في جميع أنحاء أوروبا – بقيادة كونستانتينا أجيادي من جامعة فيينا، من تحديد حجم فقدان التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط بسبب أزمة الملوحة الميسينية، والتعافي الحيوي الذي تلتها.
قامت أجيادي وزملاؤها بتحليل شامل لهذا الحدث، بما في ذلك تقييم معدلات الانقراض وأصل إعادة التوطين، مما سمح بتقييم دقيق للتنوع البيولوجي قبل الأزمة وأثناءها وبعدها.
عملت الدراسة على رصد التغيرات في التنوع البيولوجي المرتبطة بتلك الأزمة بناء على تحليل شامل للسجل الأحفوري للمتوسط.
واستنتجت أن 86 نوعًا متوطنًا من أصل 2006 نوعًا بحريًا موجودًا قبل الأزمة نجت من تلك الازمة العظيمة، كما أن التدرج الحالي في تناقص التنوع البيولوجي نحو الشرق في المتوسط قد تأسس بعد تلك الأزمة.
وفرت هذه الدراسة أول تحليل إحصائي لمثل هذه الأزمة البيئية الكبرى، كما حددت لأول مرة الأطر الزمنية للتعافي بعد أزمة بيئية بحرية.
بسبب هذه التغييرات، انقرضت نسبة كبيرة من كائنات البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت، مثل الشعاب المرجانية الاستوائية التي كانت تبني الشعاب المرجانية.
وحسب الدراسة فقد كانت فترة التعافي أطول بكثير من المتوقع حيث لم يتعاف التنوع البيولوجي من حيث عدد الأنواع إلا بعد أكثر من 1.7 مليون عام.