• عن سوسنة
  • فريق التحرير
  • السياسات التحريرية
  • تواصل معنا
Sawsana-blank
Sawsana – سوسنة Sawsana – سوسنة
  • الرئيسية
  • أخبار بيئية
  • تغير مناخي
  • حياة برية
  • تنوع حيوي
  • مسطحات مائية
  • علوم
  • أصوات خضراء
  • سياحة بيئية
Sawsana-blank
أخبار بيئية اكتشف فلسطين سياحة بيئية

مسار بيئي فلسطيني يفيض بالينابيع

يونيو 21, 2025
 مسار بيئي فلسطيني يفيض بالينابيع
مجموعة من المشاركين في مسار بيرزيت-جفنا في منطقة رام الله وسط الضفة الغربية( صورة: خالد ابو علي)

سوسنة، خالد ابو علي

  بدأ المسار البيئي الأسبوعي لفريق “امشِ وتعرّف على بلدك ” يوم الجمعة 20 حزيران 2025 من نبع ومنتزه عين الحمام وعين الفلفيلة في بلدة بيرزيت وسط الضفة الغربية المحتلة، وهما من العيون الطبيعية المتدفقة التي تشكّل نظاما بيئيا غنيا ومتكاملا. 

تفيض هذه العيون بمياه عذبة تروي الأرض وتغذي الحياة النباتية والحيوانية المحيطة، وتشكل موئلا حيويا للعديد من الكائنات الصغيرة، كالطيور والضفادع والحشرات المائية.

سار الفريق بمحاذاة الوادي بين الأشجار وظلال الصخور، حتى وصل إلى عين المشيدة، ثم قطع الوادي إلى الجهة المقابلة حيث تتنوع النباتات البرية وتتدرج التربة من الطينية إلى الكلسية، ما يخلق تنوعًا نباتيا غنيا.

نتابع الطريق نحو بيت الفنان سليمان منصور المتروك بين اشجار الصنوبر والبطم الفلسطيني، أحد رموز الفن الفلسطيني الذي جسّد الأرض والقرية والمرأة في لوحاته، وكأن المسار هنا يمر بين طيات الإبداع والمقاومة الثقافية، إذ يندمج الجمال الطبيعي مع الموروث الفني العميق.

خلال مسيرنا بين أحضان الطبيعة، وبينما كانت النباتات البرّية تودّع الربيع بألوانه وأرواحه، استعدادا لاستقبال الصيف الحارق بلهيبه، استوقفتنا مشاهد بديعة وكأنها تحاكي وجداننا الفلسطيني وتروي صمود الأرض رغم ألسنة الحر والحرب.

 هناك، رأينا نبات الكرّاث بشموخه، وثمار البطم الفلسطيني تتشبّث بأغصانها كما تتشبّث جذورنا بهذه التربة، وأزهار القبار تتفتّح رغم القسوة، وأوراق العليق النضرة تعانق النسيم، وبقايا اللوف الفلسطيني تقف كشاهد على مرور المواسم، صامدةً كصمودنا أمام صراعاتٍ تبدو بلا نهاية بين إسرائيل وإيران. 

إنها الطبيعة بأبهى صورها، رسالة من الأرض إلى أبنائها بأنّ الحياة أقوى من النيران، وأنّ الأمل يورق حتى تحت شمس الصيف القاسية.

نصل إلى عيون السقي، وهي ينابيع صغيرة لكنها مهمة لري الحقول المحيطة، خصوصًا أشجار الزيتون واللوز والمشمش التي تشتهر بها المنطقة.

 بعد ذلك، نسلك طريقًا نزولًا إلى وادي الحمام، حيث تكثر أشجار التين والرمان والخروب والرمان، وتتمازج أصوات المياه مع نداء الطيور في لوحة صوتية نابضة بالحياة.

من وادي الحمام ووادي البلاط نصعد نحو عين سينيا، مرورا بمناطق تُعرف محليًا بـ “شعب المعاصر”، وهي غنية بتشكيلات صخرية وأشجار معمرة كالسنديان والبطم الفلسطيني، التي تلعب دورا بيئيا مهمًا في حفظ التربة وموازنة المناخ المحلي.

وفي أعلى المسار، وعلى قمة الخراريم، أخذ الفريق استراحة إفطار محاطة بمناظر بانورامية للسهول والوديان، حيث الهواء النقي والهدوء يبعثان شعورا بالسكينة، وتتيح المنطقة مراقبة الطيور المهاجرة في مواسمها.

نزل الفريق من القمة باتجاه بلدة جفنا، واحدة من أقدم القرى المسيحية في فلسطين، والمشهورة ببساتين المشمش التي تزين أطرافها وتزهر في الربيع كأنها عرس بيئي، لا يكتمل إلا بثمارها الذهبية التي تُستخدم لصناعة شراب المشمش الفلسطيني التقليدي. 

تشكّل هذه الأشجار عنصرا أساسيا في النسيج الزراعي المحلي، وتدعم التنوع الحيوي، وتوفر مصدر رزق موسمي للأهالي.

وكان في استقبال الفريق الشاب المتطوع جريس خوري عضو جمعية القرية الفلسطينية في جفنا والذي قال ” تقع جفنا في الشمال الغربي من رام الله، وعلى ارتفاعٍ يلامس 660 مترا فوق سطح البحر، تستريح جفنا كزهرةٍ جبلية في حضن الزمن، تحدها بيرزيت من الشمال، وتحيط بها عين سينيا وأشجار الزيتون من الجنوب والغرب، وكأنها محاطة بأصدقاء الطبيعة الذين لا يخونون ” .

وأضاف خوري الذي قدم شرحا  وافيا عن معالم البلدة الأثرية والدينية ” أن هذه القرية ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي فسحة من الجمال الطبيعي والذاكرة الثقافية، حيث تمتزج الجيولوجيا الكلسية الحمراء مع نبض الحياة، فتمنح التربة خصوبةً استثنائية تجعل من كل بذرة حكاية ومن كل شجرة نشيدًا أخضر” .

في قلب بلدة جفنا، تتجلّى روح الإيمان والتاريخ جنبًا إلى جنب مع نسيج من القيم الإنسانية والبيئية والعلمية.

 فهنا تعانق مآذن المساجد أجراس الكنائس في صورة تجسّد التآخي الوطني، وترتوي الينابيع من عطاء الطبيعة لتحيي أشجار المشمش والزيتون التي طالما مثّلت ارتباط الإنسان بأرضه.

 وفي كل حجرٍ من حجارة بيوتها القديمة حكايات تنبض بعراقة الإنسان الفلسطيني وصموده، حيث يشكّل الحفاظ على تراث جفنا البيئي والأثري مسؤولية علمية وأخلاقية، تُلزمنا بصون موروثنا الثقافي والطبيعي للأجيال القادمة، فتظل جفنا رسالة حية من المحبة والإيمان والعلم، تجسّد أملنا في وطن يزهر بالسلام والحياة.

ومن أشهر المواقع الأثرية في جفنا كما يقول جريس خوري ” عين الماء، التي تؤكد بدورها عراقة هذه البلدة وصمودها أمام عاديات الزمن، إذ يُروى أنّ جفنا هُدمت وأعيد بناؤها سبع مرّات على مدار التاريخ. 

وكان أهل البلدة قديماً يملأون دلو الماء وهم واقفون على سطح الأرض، أو كما نقل بعض كبار السنّ أنهم كانوا يصعدون ثلاث درجات فقط ليملأوا الدلو من العين، بينما اليوم بات منسوب المياه ينخفض بمقدار سبع وعشرين درجة عن سطح الأرض، في دلالةٍ صارخة على التغيّرات البيئية والتاريخية التي شهدتها البلدة وأرضها المعطاءة.

تتنفس جفنا من خلال فصولها؛ ففي الربيع، تنبثق الأعشاب البرية مثل الزعتر والميرمية من قلب الأرض، كأنها رسائل سرية من الطبيعة إلى أهلها، وتتناثر الحقول بالأشجار المباركة: الزيتون، التين، العنب، الرمان، واللوزيات، التي تشكّل مزيجا زراعيا يخلق توازنا بيئيا فريدا ويمنح المشهد القروي أصالته وعبقه.

جفنا ليست فقط قرية للسكَن، بل محطة للرحّالة والمستكشفين. مساراتها الطبيعية تعبر بين الينابيع، تسير بمحاذاة الجداول، تمر تحت قباب التين، وتمنح الزائر تجربة بيئية وإنسانية متكاملة. هناك حيث يتلاقى علم النبات مع شعر الأرض، وعلم الطيور مع صمت الشجر، يجد المتأمل في جفنا وطنًا أخضر لا يُختصر في حدود.

*خالد أبو علي، هو باحث وناشط بيئي فلسطيني يقيم بين مدينتي رام الله وجنين، ويعتبر أيضا خبيرا في التخطيط الاستراتيجي والطاقة الخضراء وله إسهامات متعددة في تنظيم النشاطات الخضراء.

Previous post
جديد المواضيع
أخبار بيئية

مسار بيئي فلسطيني يفيض بالينابيع

يونيو 21, 2025
أخبار بيئية

    أكياس ورقية في المخابز.. محاولة للحد

يونيو 11, 2025
أخبار بيئية

الصخور الغرائبية والأحافير المطمورة وزهور الصيف

يونيو 3, 2025
أصوات خضراء

“بيـت الزاكي”: ذاكرة خضراء

مايو 29, 2025
  • عن سوسنة
  • فريق التحرير
  • السياسات التحريرية
  • تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لمنصة سوسنة 2025.