ماذا نفعل

مع تصاعد أزمة التلوث البلاستيكي كتحد بيئي عالمي، تبرز الحاجة إلى حملات إبداعية لتعزيز الوعي، وتحفيز العمل الجماعي، وجذب انتباه الجمهور لنقل رسائل جوهرية تدفع الأفراد والمجتمعات إلى تقليل بصمتهم البلاستيكية.
تسعى مبادرة الحد من التلوث البلاستيكي، التي تتبناها سوسنة، إلى تصميم وتطوير أدوات مبتكرة تسهم في الحد من التلوث البلاستيكي في فلسطين.
على الرغم من الجهود المبذولة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، فإنها غالبا لا تحقق الفعالية المطلوبة، إذ ينتهي المطاف بكميات كبيرة من البلاستيك في مكبات النفايات، أو في حالات أسوأ، يتسرب إلى البيئة أو يتراكم داخل أجسام الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان.
لذا، يُعد تقليل استخدام البلاستيك والتحول إلى مواد مستدامة وصديقة للبيئة الخيار الأمثل كلما أمكن.
إن تبني نماذج أعمال مستدامة أو تعديل العمليات التجارية لتقليل الاعتماد على البلاستيك يشكل جزءا من مسؤولية المجتمعات والمؤسسات، وتُعد وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أدوات حيوية في مكافحة التلوث البلاستيكي، حيث تلعب دورا محوريا في تعزيز الوعي، تثقيف الجمهور، تحفيز العمل الجماعي، وتشجيع الممارسات المستدامة، والدعوة إلى تغيير مؤثر.
ولهذا، تسعى هذه المبادرة إلى تحقيق الأهداف التالية:
تساهم حملات التوعية المستمرة في تغيير التصورات حول استخدام البلاستيك وإدارته كنفايات، بهدف تعزيز فهم المجتمع لمخاطر التلوث البلاستيكي والحلول المتاحة. يُمكن لهذه الحملات تمكين الأفراد والمؤسسات من اتخاذ إجراءات فعّالة، مثل تغيير عادات الشراء، تعزيز سلوكيات الفرز وإعادة التدوير، وتبني ممارسات تجارية مسؤولة.
تهدف المبادرة إلى إنشاء منصة معرفية شاملة حول التلوث البلاستيكي، تكون بمثابة مرجع للباحثين والمهتمين.
وبشكل تراكمي توفر هذه المنصة محتوى مرئيا، مثل الرسوم البيانية ومقاطع الفيديو والتقارير الإخبارية، التي توضح تأثيرات النفايات البلاستيكية على البيئة، الحياة البرية، وصحة الإنسان. يتميز هذا المحتوى بكونه جذابا وسهل الفهم، مما يُسهل على المستخدمين استيعاب القضايا المعقدة ومشاركة المعلومات مع الآخرين.
لا تقتصر المبادرة على نشر المعلومات، بل تسعى إلى تحفيز العمل من خلال التعاون مع المؤثرين، المدافعين عن البيئة، والمنظمات المعنية. تستفيد هذه الشراكات من منصاتهم لتشجيع المتابعين على تبني ممارسات مستدامة، مما يعزز من التأثير الإيجابي للمبادرة.
توفر المبادرة فضاءً لعرض قصص النجاح والاحتفاء بها، حيث يمكن للمجتمعات والمنظمات مشاركة مبادراتها للحد من النفايات البلاستيكية، بدءا من مشاريع الاقتصاد الدائري وصولًا إلى الشركات التي تتبنى ممارسات مستدامة. وتُلهم هذه القصص الآخرين لاتباع نهج مماثل، وتُبرز أن الجهود الجماعية قادرة على إحداث تغيير جوهري.
في ظل انتشار المعلومات المغلوطة عبر الفضاء الرقمي، تُواجه المجتمعات تحديات في التمييز بين الحقائق والمعلومات المضللة حول التلوث البلاستيكي. تتيح المبادرة للمدافعين عن البيئة تصحيح هذه المعلومات، وتوفير بيانات دقيقة، ومشاركة مصادر موثوقة، مما يضمن إطلاع الجمهور على الحقائق المتعلقة بالتلوث البلاستيكي وتداعياته.