دراسة: كمية ضئيلة من البلاستيك كافية لقتل ملايين الحيوانات البحرية سنويا

ترجمة وتحرير، سوسنة

كشف فريق دولي من العلماء في أن كميات ضئيلة للغاية من النفايات البلاستيكية الكبيرة كفيلة بإنهاء حياة الطيور البحرية والثدييات والسلاحف البحرية بنسبة شبه مؤكدة.

وحدد هذا الفريق لأول مرة في بحث نشر في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” (PNAS) أرقاما دقيقة يمكن أن تغير مسار المفاوضات الدولية حول معاهدة البلاستيك المرتقبة.

وبعد تحليل أكثر من عشرة آلاف تشريح بقايا حيوانات بحرية على مدى عقود، توصل الباحثون بقيادة الدكتورة إيرين مورفي من منظمة Ocean Conservancy إلى نتائج صادمة؛ مجرد 23 قطعة بلاستيكية صغيرة في معدة طائر بحري تعني فرصة 90% لموته.

 فيما يكفي كيس تسوق بلاستيكي واحد كبير لإنهاء حياة دولفين أو فقمة، أما السلحفاة البحرية فقد تموت بعد ابتلاع 405 قطع فقط، وهو رقم أقل بكثير مما كان يُعتقد سابقا.

وأوضحت الدراسة أن الخطر لا يتساوى بين أنواع البلاستيك المختلفة، فالمطاط – مثل البالونات والقفازات – يُعد الأكثر فتكاً بالطيور البحرية، إذ تكفي ست قطع مطاطية فقط لرفع احتمال الموت إلى 90%، بينما تتصدر الأكياس والأغلفة البلاستيكية الناعمة وخيوط الصيد قائمة المهددات للثدييات البحرية، في حين تبقى القطع الصلبة والناعمة معا السبب الأبرز لوفاة السلاحف.

واستند البحث إلى قاعدة بيانات ضخمة جمعت من 57 مصدرا عالميا، شملت 1537 طائرا بحريا وأكثر من 7500 من الثدييات البحرية و1306 سلاحف، واستخدم نموذجا إحصائيا متطورا وهو ما مكّن العلماء لأول مرة من حساب الخطر بدقة مع الأخذ في الاعتبار الحيوانات التي ابتلعت بلاستيكا وعاشت، وهي نقطة كانت تغيب عن الدراسات السابقة.

وكشفت الأرقام أن 35% من الطيور البحرية التي تم فحصها كانت قد ابتلعت بلاستيكا، وأن 47% من السلاحف البحرية تحمل بلاستيكا في أمعائها، بينما بلغت النسبة 12% فقط لدى الثدييات البحرية، لكن القطعة الواحدة التي تصل إلى معدتها غالبا ما تكون كبيرة بما يكفي لتسبب الانسداد والموت الفوري.

وأكدت الدراسة أن البالونات المطاطية تشكل خطرا مميتا بشكل خاص على الطيور، حيث تكفي ثلاث قطع فقط لرفع احتمال الموت إلى 50%، فيما تُعد الأكياس البلاستيكية الناعمة وشباك الصيد المهملة القاتل الأول للدلافين والحيتان الصغيرة وفقمات البحر.

وشدد الباحثون على أن النتائج التي توصلوا إليها ليست مجرد أرقام علمية، بل عتبات واضحة يجب أن تُدرج فوراً في تقييمات المخاطر البيئية العالمية، وأن تُستخدم كأساس لتحديد أولويات التنظيف والتشريعات، خاصة مع اقتراب الجولة النهائية من مفاوضات معاهدة الأمم المتحدة للحد من التلوث البلاستيكي.

وخلصت الدراسة إلى دعوة صريحة لاستخدام هذه العتبات العلمية في مراقبة التلوث، وفي تحديد الأولويات العالمية لجمع النفايات، وفي صياغة نصوص المعاهدة الدولية القادمة، مؤكدة أن الوقت قد حان لتحويل العلم إلى إجراءات ملموسة قبل أن تتحول المحيطات إلى مقبرة جماعية لأجيال كاملة من الكائنات البحرية.