سوسنة، اسراء صبح
بالرغم ان مساحة فلسطين الطبيعية تبلغ حوالي 27,027 كيلومتر مربع، أي أقل من 0.02% من مساحة اليابسة في العالم، والتي تبلغ 148.429.000 كيلومتر مربع، إلا أنها تحتضن حوالي 3% من التنوع البيولوجي العالمي، وهو ما يعكس أهمية هذه المنطقة ليس فقط محليًا، بل على المستوى العالمي أيضًا.
ومع التطور في الأبحاث البيئية وتمددها خلال السنوات الماضية، تشير الدراسات الحديثة إلى زيادة كبيرة في عدد الأنواع المسجلة في فلسطين، مما يؤكد ضرورة تكثيف الجهود لحماية هذا الإرث الطبيعي.
تتناول هذه الورقة، الحقائق الرئيسية حول التنوع الحيوي في فلسطين، بما في ذلك الأرقام والإحصائيات الحيوية، والأسباب الكامنة وراء تدهوره، والجهود المبذولة للحفاظ عليه.
عدد الكائنات الحية:
تتفق بيانات متخصصة على أنه يوجد في فلسطين حوالي 51,000 نوع من الكائنات الحية (النباتات والحيوانات) وهو ما يمثل حوالي 3% من التنوع البيولوجي العالمي، وفق بيان صحفي صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2015 أكد على تلك البيانات.
لكن دراسات حديثة جديدة وفق قول البروفيسور مازن قمصية مدير متحف فلسطين للتنوع الحيوي، تشير إلى أن هذا الرقم قد ارتفع إلى نحو 100,000 نوع.
والتنوع البيولوجي هو تنوع الأنواع الحيوانية والنباتية الموجودة في نظام بيئي أو منطقة معينة.
أنواع الكائنات:
- الحيوانات: تشمل 30,904 نوعًا، منها 30,000 من اللافقاريات، و373 نوعًا من الطيور، و 297 نوعا من الأسماك، و92 نوعا من الثدييات، و82 نوعا من الزواحف، و5 أنواع من البرمائيات.
بالإضافة إلى الطيور المهاجرة التي تعد جزءا هاما من التنوع الحيوي في فلسطين، حيث تمر أكثر من 500 مليون طائر مهاجر عبر فلسطين سنويا أثناء هجرتها الخريفية والربيعية بين أوروبا وإفريقيا.
- النباتات: تعتبر فلسطين موطنًا لـ 2,850 نوعا من النباتات، موزعة على 138 عائلة نباتية، وهو ما يمثل تنوعا كبيرا للنباتات في مساحة صغيرة نسبيا.
الأنواع المهددة بالانقراض:
تواجه العديد من الأنواع في فلسطين خطر الانقراض، وتشمل الطيور الجارحة، الثدييات مثل الغزلان، والنيص، وبعض النباتات المستخدمة طبيا.
كما أن هناك 6 أنواع من الزواحف، وأكثر من 20 نوعًا من الطيور، و13 نوعًا من الثدييات مدرجة ضمن قوائم اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض (سايتس) في فلسطين.
يقدر أن حوالي 413 نوعًا من النباتات في فلسطين مهددة بالانقراض، وفق موقع كونستركتف فويس.
ومن هذه النباتات المهددة، زهرة السوسن الأرجواني الداكن، والتي تعتبر رمزا وطنيا فلسطينيا، إذ تنمو في 37 موقعًا في مناطق مختلفة من الارض الفلسطينية.
بالإضافة إلى نبات الميرمية المحلية، وبخور مريم، وشجرة السنط الملتوي “الأكاسيا”.
أسباب تدهور التنوع الحيوي:
- تدمير الموائل الطبيعية بسبب الأنشطة البشرية.
- الصيد الجائر والتجارة غير القانونية في الكائنات البرية.
- تغير المناخ والتلوث.
- انتشار الأنواع الغازية التي تهدد التوازن البيئي.
- الزحف العمراني المكثف في المناطق الساحلية والسهول أدى إلى تقليص المساحات الطبيعية بشكل كبير، ما يهدد التوازن البيئي في فلسطين.
كيف يمكن حماية التنوع الحيوي:
- مراقبة الأسواق المحلية بالتعاون بين سلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة للحد من التجارة غير القانونية.
- إدراج الأنواع المهددة ضمن قوائم الحماية الدولية مثل “سايتس”.
- التوعية بأهمية الحفاظ على التنوع الحيوي كمورد طبيعي واقتصادي وثقافي.
أهمية التنوع الحيوي:
- يدعم الأمن الغذائي من خلال توفير المحاصيل الطبية والنباتات البرية.
- يساهم في استقرار الأنظمة البيئية، مثل تنظيم المياه وحماية التربة.
- يعتبر جزءًا من التراث الثقافي والبيئي لفلسطين.