سوسنة، رئيس التحرير
غالبا ما يتم تداول الحديث عن ترشيد المياه في فلسطين عند كل ازمة مائية في الصيف كون مصادرها وإمدادات مياهها محدودة لأسباب كثيرة طبيعية وسياسية، فكلا التغير المناخي والاحتلال الاسرائيلي سببان مباشران لجعل الماء مادة صعبة المنال.
في حالات كثيرة يجد مجتمع الاخبار صعوبة في قياس كميات المياه المستخدمة سواء على الصعيد الفردي او الصناعي او على مستوى الدولة.
لذلك وجد علماء الماء والخبراء وغيرهم منهجية حساب تسمى البصمة المائية التي تظهر القياسات الفعلية لكمية المياه المستخدمة.
غالبا ما يتم تداول مصطلح” البصمة المائية” في أوساط هيئات التحرير او الصحفيين المختصين في شؤون البيئة عند تداول كميات المياه المستخدمة من قبل الإنسان بأشكال مختلفة.
وهذا يكون مسؤولية شخصية لكن تلك البصمة تظهر ببيانات رقمية حجم/ كمية تلك المسؤولية.
تعرف” شبكة البصمة المائية” هذا المصطلح المركب” البصمة المائية تقيس كمية المياه المستخدمة لإنتاج كل من السلع والخدمات التي نستخدمها. ويمكن قياسها لعملية واحدة، مثل زراعة الأرز، أو لمنتج مثل بنطال الجينز، أو للوقود الذي نضعه في سيارتنا، أو لشركة متعددة الجنسيات بالكامل. ويمكن للبصمة المائية أن تخبرنا أيضا عن كمية المياه التي تستهلكها دولة معينة – أو على مستوى العالم – في حوض نهر معين أو من طبقة المياه الجوفية.
“.( https://www.waterfootprint.org/).
في فلسطين اصبحنا بحاجة الى مثل هذا الجدل التثقيفي القائم على الارقام داخل قصصنا الاخبارية.
يقدم لنا المحتوى الرقمي عدة تطبيقات تتضمن حاسبات يمكن اللجوء إليها لحساب البصمة المائية للأفراد. ومن خلال هذه التطبيقات يمكن للمواطن او المهتم ان يقيس كمية المياه التي يستهلكها، مثل ( https://watercalculator.org/) و( https://waterfootprintimplementation.com/).
يمكن للصحفيين ان يجعلوا من الارقام التي تطرح في قصصهم البيئية عنصر أكثر صدقية ودقة من خلال حسابات البصمات المائية للجمهور، او الاشخاص الذين يجرون معهم مقابلات.
في واقع الحال، عند كل مرة يستطلع فيها الصحافيون ازمة المياه في منطقة، او على الصعيد الوطني او حتى في الإقليم الملتهب صيفا، فانه بحاجة الى استخدام هذا المصطلح، وكي لا يبقى الأمر إنشائيا ويصبح أكثر تفصيليا لا بد من قياس البصمة المائية، التي توجه نتائجها المواطن نحو ترشيد استهلاك المياه.
ولا يقتصر الأمر على البصمة المائية للبشر، فكل ما يحيط بالإنسان ايضا يحتاج الى حساب البصمة المائية.
عند حساب البصمات المائية للمنتجات التي تنتجها الشركات، أو حساب البصمة المائية لمختلف أنواع المزروعات، يدفع ذلك القصص الاخبارية من مستوى المحتوى العادي، الى المحتوى الاكثر تخصصا واكثر اقناعا.