تقرير رسمي فلسطيني يرصد الوضع البيئي في غزة

سوسنة
طالبت د. نسرين التميمي رئيس سلطة جودة البيئة الفلسطينية برنامج الأمم المتحدة للبيئة بإعداد تقرير مفصل عن الأضرار البيئية في غزة، بهدف توثيق الخسائر البيئية والمطالبة بدعم دولي لإعادة الإعمار البيئي.
و أصدرت سلطة جودة البيئة تقريرها السنوي لعام 2024 تحت عنوان “الصمود والتحدي”، في إشارة إلى الإنجازات والتحديات التي واجهت عمل سلطة جودة البيئة خلال العام.
ووفقا للتقرير، فإن قطاع غزة شهد تدمير 684 بئرا للمياه، منها 365 بئرا للشرب مما أدى إلى تفاقم أزمة المياه في القطاع.
كما تسبب العدوان الاسرائيلي حسب التقرير في إتلاف حوالي 156,970 دونما من الأراضي الزراعية، وتراكم أكثر من 45 مليون طن من الركام والنفايات، مما تسبب في ارتفاع معدلات التلوث البيئي وانتشار الأمراض، الامر الذي ادى الى حدوث كارثة بيئية غير مسبوقة، بعد أن تم إلقاء أكثر من 100,000 طن من المتفجرات على قطاع غزة خلال العدوان الاسرائيلي، نتج عنه تدمير واسع للبنية التحتية البيئية، والمياه، والتربة والهواء.
وقالت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، إن عام 2024 شهد تطورا في حوكمة العمل داخل سلطة جودة البيئة من خلال تطوير الهيكل التنظيمي كجزء من استراتيجيتها لتعزيز الأداء المؤسسي وإعداد بطاقات الوصف الوظيفي لتحديد المهام والمسؤوليات بدقة.
ولفتت في بيان صدر عنها إلى أن هذا العام شهد إنجاز المسودة الأولى لمشروع قرار بقانون البيئة في إطار التنمية المستدامة، وإنجاز نظام إدارة المواد الخطرة للعمل على حماية البيئة من خلال تطبيق الأنظمة والتشريعات البيئية للحد من المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن التعامل مع تلك المواد.
كما تم العمل على تحويل سياسة التقييم البيئي الفلسطينية إلى نظام جديد يتوافق مع المعايير الدولية والإقليمية.
ومن خلال التقرير فقد عملت سلطة جودة البيئة على تنفيذ 1893 جولة تفتيش ورقابة والتعامل مع 464 شكوى بيئية في مختلف المحافظات الشمالية، في حين بلغ عدد المخالفات البيئية التي تم رصدها خلال العام 377 مخالفة فيما بلغ عدد المخالفات التي تم إخطارها 317 وعدد الحالات التي تم تحويلها للقضاء 96 حالة.
كما أظهر التقرير ضبط 13 حالة تهريب الحيوانات البرية، فيما تم ضبط 236 طنا من النفايات الخطرة والمختلطة والعادية، إلى جانب 68 حالة تهريب نفايات و52 حالة تهريب للنفايات الخطرة وضبط 7 مواقع استخدمت كمكبات للنفايات الإسرائيلية التي تشكل تهديدا بيئيا.
كما تم إعداد التقرير الوطني للنفايات الخطرة ضمن متطلبات اتفاقية بازل الدولية.
وأوضح التقرير أن سلطة جودة البيئة منحت 192 موافقة بيئية في مختلف المحافظات الشمالية، بينما تم رفض 22 طلبا لمخالفتها المعايير البيئية فيما لا يزال 45 طلبا قيد الإجراء، بالإضافة الى ذلك تم اصدار 66 تصريحا لاستيراد المواد الكيميائية بعد التأكد من الالتزام بالضوابط البيئية المعتمدة وإصدار 15 تصريحا لصالح الشركات الصناعية لاستخدام الغازات البديلة المستنفِدة للأوزون، في إطار التزام فلسطين بالمعايير البيئية الدولية.
وشمل التقرير فصلا حول التدخلات التي بذلتها سلطة جودة البيئة في قطاع غزة، حيث أعدت تقريرا مفصلا لحصر الأضرار البيئية الناجمة عن العدوان على قطاع غزة بهدف توثيق الخسائر البيئية و المطالبة بتجنيد الدعم الدولي للقطاع.
وشمل التقرير فصلا عن الإسهامات الدولية والإقليمية التي تقوم بها سلطة جودة البيئة، خاصة في إطار الاتفاقيات البيئية الدولية التي تعد دولة فلسطين طرفا فيها.
ووفقا للتقرير فقد ساهمت هذه الاتفاقيات في تعزيز السيادة البيئية من خلال المطالبة بالحقوق البيئية كما عملت على تنفيذ المشاريع البيئية وتوفير منصات للحصول على الدعم المالي والفني وساهمت في التكيف مع التغير المناخي من خلال العمل على تمكين فلسطين من الحصول على خطط عالمية للتكيف المناخي بما يدعم القطاعات الزراعية والمائية.
وتضمن التقرير السنوي انجاز عدد من التقارير التي تتناول القضايا البيئية المختلفة، كتقرير إدارة النفايات الإلكترونية والكهربائية في فلسطين وتقرير حول واقع نفايات هدر الطعام، وتقرير حول تعزيز الشراء العام المستدام في فلسطين، الذي يهدف إلى دمج معايير الاستدامة في سياسات الشراء الحكومي وتقرير عن حالة البيئة الفلسطينية.
وخلال عام 2024، تم تنفيذ عدد من المشاريع البيئية كمشروع التوأمة مع ائتلاف ليتواني بدعم من الاتحاد الأوروبي لتعزيز دمج البيئة وتغير المناخ في سياسات التنمية الوطنية ومشروع دعم المياه والبيئة ومشروع العدالة البيئية والمناخية.
كما أشار التقرير إلى جهود سلطة جودة البيئة خلال عام 2024 في مجال التوعية البيئية التي تعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجيتها لتعزيز ثقافة التوعية والمعرفة البيئية تَمثَلَ في استهداف 7448 مستفيدا، بالإضافة إلى 1256 من منتسبي الأجهزة الأمنية الذين تم استهدافهم ضمن برنامج الأمن البيئي.