خاص “سوسنة”
كيف سيكون موسم الشتاء لهذا العام 2024-2025؟ حتى نهاية السنة سنعرف الجواب!، لكن مع انتهاء فصل الخريف ودخول الشتاء مازال أداء النشاط المطري ضعيف للغاية.
كان نهار الجمعة الماضية، العشرين من شهر كانون الأول 2024، في محافظة طوباس والأغوار الشمالية شتويا، بعد أن سجلت هطولات مطرية على مدار ساعات بعد انحسار خلال الاسابيع الاخيرة من فصل الخريف.
لكن فئة من المواطنين وغالبا هم اصحاب الزراعات البعلية رغم رضاهم عن الهطول الاخير الا انهم، قالوا “لقد تأخر المطر”.
وطوباس واحدة من المحافظات الفلسطينية التي تعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار في الشتاء لري الزراعات الموسمية، وغالبا ما يبدأ المزارعون ببذر الحبوب البعلية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وهي نمط من أنماط الزراعة المبكرة.
لكن بالنسبة لهم، ما زال هناك بعض الوقت القليل لتدارك الأمر بشرط انتظام هطول الأمطار.
ورغم انفراجة صغيرة في هذا الموسم بعد تأثر المنطقة بمنخفض جوي سريع حل على المنطقة لساعات، إلا أن ذلك جاء متأخرا قليلاً.
ووفق المعطيات، شهدت فلسطين سنوات جافة: في أعوام 1951 (أو سنة المحل كما تسمى) و1960 و1979، و1999 و2001 و2008، إذ تراوحت الهطولات المطرية خلالها بين 200 و300 ملم في الكثير من المناطق.
ومؤشرات تأخر هطول الأمطار هذا العام ليست فقط سيرة يتداولها المواطنون على المستوى الشعبي بينهم.
بل رسمياً فقد أفادت دائرة الأرصاد الجوية في فلسطين، في بيان نشر على الموقع الرسمي لوكالة “وفا” في الثاني عشر من الشهر الحالي، بأن كميات الأمطار خلال الموسم المطري الحالي 2024/2025 قد شكلت بما معدله 43% من الكميات المفترض هطولها حتى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.
ولفتت الأرصاد، إلى أنه فيما يتعلق بشهر كانون الأول الحالي، وخلال مواسم الأمطار الاعتيادية تكون هناك ثلاثة منخفضات جوية قوية تؤثر في المنطقة خلال الشهر، أحدها في الثلث الأول، والآخر في منتصفه والثالث في الثلث الأخير منه، وهو الأمر الذي لم يتحقق خلال هذا الشهر، أي أن منخفضين من أصل ثلاثة لم تؤثر في المنطقة.
ويبلغ متوسط سقوط الأمطار في طوباس ٤٣١ ملم في الموسم.
ولا تقف تداعيات الأمر عند موعد بذر الحبوب لي الأراضي وحراثتها، بل قد يمتد الأثر السلبي لتأخر سقوط الأمطار الى مرحلة الحصاد.
وتبدو أحاديث المزارعين في واحدة من المحافظات المشهورة بالزراعة، محاطة بنظرة سلبية حول الموسم البعلي، إذا عادت الأمطار إلى الغياب مرة أخرى.
ويصبح الأمر أكثر قتامة تزامناً مع التوغل شرقاً، حيث الأغوار الشمالية، وهي إحدى مناطق ظل المطر.
ففي الشريط الشرقي للضفة الغربية، تأتي نسب الهطولات المطرية متدنية مقارنة بباقي المناطق، نظراً للموقع الجغرافي لها.
لكن يمكن للزراعات البعلية أن تنجح نسبيا إذا جاء الموسم المطري في توقيته.
وعلى جانبي الطريق السريع الذي يشق الأغوار من شمالها إلى جنوبها، يمكن حتى اليوم رؤية مساحات غير مزروعة وجبال يغلب عليها الرمادي.
وأيضا يمكن رؤية أرض زرعت مؤخراً.
ورغم أن المنطقة تأثرت بمنخفض جوي اعتيادي رافقه هطول أمطار متفرقة، الا أن فرصة نجاح الموسم البعلي ما زالت قائمة، لكن يبقى تخوف بين المواطنين من غياب طويل لمنخفضات جوية تغير الواقع الزراعي مستقبلاً.
إن آلاف الدونمات من سفوح الجبال وقممها، ستكون في الحالة الطبيعية خزانا طبيعيا للاعشاب كطعام مجاني للمواشي التي يربيها المواطنون، أو الحيوانات البرية.
وتلقي كثافة الأعشاب من عدمها ظلالها على تكاثر الحيوانات البرية مثل الغزال الجبلي في هذه المنطقة.