بمتوسط طول يصل إلى حوالي نصف متر، وموعد ظهور في الطبيعة يبدأ قبل الخريف كل عام، تكون نبتة “العيصلان” أو عود الري، دليلا في المفهوم الشعبي على قرب هطول الأمطار.
لكن ظهورها هذا العام في الفترة الواقعة بين 15_20 من شهر آب، جعلت المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين، عماد الأطرش، يعتقد بوجود خطر حقيقي خلف ظهور هذه النبته المبكر مع اقتراب الموسم المطري القادم.
“نتوقع موسما جافا”. قال الأطرش.
لكن أي توقعات يظهرها غالبا المتنبئون أو خبراء المناخ، لا تعكس بشكل دقيق قوة أو ضعف الموسم المطري.
وتأخذ هذه النبتة في الحياة العملية عند الفلاحين مكانة كبيرة بالموروث الشعبي. وظهورها للفلاح الفلسطيني وفي أماكن أخرى من مناطق شرق المتوسط كل عام، يعني البدء بتجهيز الأرض للزراعة.
اليوم، أصبحت النبتة جافة (..)، نمت وجفت قبل موعد ظهورها الطبيعي. قال الأطرش في اشارة منه الى ظهورها المبكر جدا نهاية هذا الصيف.
ويعطي انتشار نبتة الري بكثرة في الأراضي “البور”، توقعات بموسم مطري جيد مقبل.وليس التاريخ في ظهور نبتة عود الري وحده المثير للخوف، فالنبتة ظهرت هذا العام بشكل قزمي.
وبالنسبة للأطرش، فإن التغيير المناخي له دور أساسي ومباشر في ظهور بعض النباتات بشكل قزمي.
منتصف شهر كانون الأول، عام 2015 أزهرت شقائق النعمان في فلسطين، فيما أن الإزهار الطبيعي يبدأ بعد منتصف شباط من كل عام.وهذه الدلائل تدق ناقوس الخطر جديا في موضوع التغير المناخي في العالم.
والتوقعات لدى الأطرش أن احتمالية كبيرة لظهور شقائق النعمان هذا العام في موعد يسبق موعدها.
ويستشعر عموم الناس بحرارة أعلى من معدلها السنوي، خاصة في ساعات النهار.
في الثامن عشر من شهر تشرين الأول لعام 2024، كان منظر إزهار إحدى أشجار اللوز في بتير قضاء
بيت لحم بالضفة الغربية بشكل كثيف، مبهرا وجميلا، لكنه ليس الوقت المثالي المعتاد لظهور هذه الازهار.
إنها حادثة فريدة، جعلت الأطرش، يتنبأ مرة اخرى بخطر حقيقي يقترب مع اقتراب الموسم المطري القادم، وهو أحد الإفرازات المتوقعة للتغيير المناخي الذي يعصف بالعالم كله.
في حياة اللوزيات يبدأ الإزهار الطبيعي لها بعد منتصف شهر كانون الثاني، وتصل الذروة بعد منتصف شهر شباط، وحتى يحدث إزهار بشكل طبيعي عند اللوزيات، يلعب البرد الشديد دور بارز في ذلك.
لكن، ماذا يعني أن تزهر شجرة اللوز في شهر تشرين الأول؟.
هذه إحدى الإشارات، التي اعتمد عليها الأطرش، والتي ترفع احتمالية أن موسماً جافا مقبلا، تزداد.
وحتى هذه الأيام، لم يحل على المنطقة برد شديد ليكون عاملا مساعدا يبكر عملية الإزهار المثالي في اللوزيات.
ويوثق تقرير “مؤشرات وآثار تغير المناخ تفاقمت في عام 2020، نشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن حالة المناخ العالمي في عام 2020 مؤشرات النظام المناخي، بما فيها تركيزات غازات الاحتباس الحراري، وزيادة درجات الحرارة في البر و المحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد وتراجع الأنهار الجليدية، والطقس المتطرف. ويبرز الآثار على التنمية الاجتماعية الاقتصادية، والهجرة والنزوح، والأمن الغذائي، والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.
وأضاف التقرير: “كان عام 2020 من أحر ثلاثة أعوام مسجلة على الإطلاق، على الرغم من التأثير التبريدي لظاهرة النينيا.
و بلغ المتوسط العالمي لدرجات الحرارة نحو 1.2 درجة مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900). وكانت السنوات الست منذ عام 2015 أحر السنوات المسجَّلة على الإطلاق. وكان العقد الممتد من عام 2011 إلى عام 2020 أحر عقد مسجَّل على الإطلاق.
يواجه الناس في أنحاء العالم كوارث طبيعية لا تنتهي، كالفيضانات، والجفاف، والتلوث، كنتائج حتمية للتغير المناخي في العالم.