
خالــد أبــو علــي
سوسنة
الصيد غير القانوني هو عملية صيد الحيوانات بشكل غير مشروع، أو تداول النبات والحيوانات بما يتناقض مع القوانين المحلية والدولية لحفظ وإدارة الحياة البرية. وتسمى هذه الانتهاكات مجتمعة بالصيد غير المشروع.
إن قتل الحيوانات البرية هو صيد غير قانوني، بينما قتل أو سرقة الحيوانات الاليفة أو المواشي يعتبر سرقة أو تخريب للملكية.
تدعو سلطة جودة البيئة في فلسطين دوما المواطنين الى التقيد بقرارات منع الصيد حفاظا على الثروة الحيوانية من الانقراض، وتحذر دوما بأنه يحظر على أي شخص لا يحمل ترخيصا، القيام بقتل أو صيد أو إمساك الطيور والحيوانات البرية، أو حيازتها أو نقلها أو التجول بها أو بيعها حية أو ميتة، أو أتلاف موائلها، أو إعدام بيضها.
وتشدد على أن كل من يخالف ذلك سيلاحق قانونيا ويتحمل المسؤولية القانونية والجزائية، وسيكون معرضا للعقوبة المنصوص عليها في قانون البيئة الفلسطيني من المادة 41 والمادة 71 والتشريعات الفلسطينية ذات العلاقة الأخرى.
ورغم هذه الدعوات إلى انه خلال البرد الشديد وتساقط الأمطار والثلوج تكثر حالات صيد الغزلان والحيوانات النادرة من قبل المواطنين بسبب صعوبة حركة الحيوانات نتيجة البرد القارس.
وهذا ادى الى تناقص أعداد الغزال، لكنّ تطبيق القوانين ليس بهذه السهولة، طالما أنّ ثمّة أشخاصاً غير مسؤولين يعمدون إلى الصيد في غير موسمه ويقتلون الطيور النادرة والمهددة بالانقراض.
وهؤلاء الذين يخالفون القانون قد يكونوا محتمين وراء وظائف ومناصب احيانا، لا شكّ في أنّهم يشجّعون عامة الناس على مخالفة القانون.
فالصيد حقا يؤثر سلبا على التوازن والتنوع الحيوي البيئي في فلسطين.
المحاضر في جامعة النجاح الوطنية د. عماد ابو دواس، وأحد هواة تصوير الحياة البرية قال، ” من خلال تواجدي الدائم في الطبيعة كمصور ومراقب للحياة البرية، ألاحظ أن الطيور والحيوانات البرية في فلسطين تعاني من ظاهرة الصيد الجائر، ويظهر ذلك جلياً باستهداف طيور مثل الحجل بأنواعه: الشائع والحجل الرملي والدراج الأسود سواء بالصيد المباشر أو باستهداف البيوض والفراخ في موسم التعشيش”.
ويضيف د. دواس ” كما تعاني الطيور المائية، وهي في أغلبها من الطيور الزائرة الشتوية كالبط الخضاري والحذف الشتوي والتي تأتينا قادمة من الشمال البارد، من استهدافها برصاص الصيادين الذين يرصدونها في المسطحات المائية الدائمة والموسمية مثل مرج صانور ومرج ابن عامر وبرك المياه الزراعية”.
ويتابع د. دواس حديثه عن الصيد الجائر قائلا ” ألاحظ وجود عبوات رصاص الصيادين في محيط هذه المسطحات وبعض الطيور التي تم قتلها بالرصاص.
” كما أنني أرصد بشكل دائم أصوات إطلاق الرصاص أثناء التصوير مما يدب الرعب بين الطيور والتي تفر مذعورة من أماكن تواجد الصيادين باحثة عن أماكن أكثر أماناً ” .
وتعتبر مبادرة سلسلة “نوافذ برية” من المبادرات البيئية التي من خلالها وعبر قناة اليوتيوب يحاول د. دواس تسليط الضوء على أنواع الطيور والحيوانات المختلفة والتعريف بها بهدف رفع الوعي بأهمية الطيور والحيوانات البرية كمكونات اساسية في النظام البيئي.
قال دواس ” أقوم في كل حلقة بإختيار طائر أو حيوان بري أقدمه للمتابعين من خلال معلومات أساسية كتصنيفه من حيث كونه مقيماً أو مهاجراً، والتعريف بموائله وأنماط غذائه وسلوكه، وسرد المشاكل والتحديات التي تواجه الطائر وسبل الحفاظ عليه”.
” ومن أهم المشاكل التي أسلط الضوء عليها الصيد الجائر كأحد أهم أسباب تهديد الطيور بالانقراض و تناقص الأعداد”.
وقال دواس” قمت بإعداد حلقات خاصة عن وعل الجبل النوبي المهدد بالإنقراض، وطيور الحجل الشائع، الدراج الأسود والبلبل أصفر العجز وغيرها الكثير” .
أما الخبير في السياحة البيئية سائد الشوملي من بيت ساحور قال ” تتم أعمال الصيد والعبث في اعشاش الطيور وتخريب موائلها لعدة أنواع من الطيوروالحيوانات والهدف من الصيد أما للتجارة مثل الطيور المغردة كطائر الحسون الشوكي والحسون الخضري و الحسون الذهبي الذي اصبح شبة منقرض”.
” والطيور البرية لا تعيش في الاسر بل تنفق وتموت وطيور الحجل التي اصبحت مستهدفة في القتل وسرقة اعشاشها، او الحيوانات مثل الغزال والنيص الذي تتناقص اعدادها تدريجيا “
ويشدد الشوملي بأن جميع هذه العادات تساهم بالإخلال بالتوازن البيئي ويمكن أن يكون سبب في اختفاء بعض الأنواع ” .
والشوملي له رأي خاص بخصوص الصيد الجائر فقال ” بعبارات بسيطة يمكن بسهولة تسمية الصيد في فلسطين بالصيد الجائر والصيد غير الشرعي والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، لأنه لا يوجد تنظيم لهذه المهنة او الهواية حيث إنها جريمة ويجب وقفها وهي تمارس بحق الحيوانات والطيور لا يصنف باسم الصيد والدليل ما حدث في محمية وادي الزرقاء العلوي بحق انثى غزال الجبل الفلسطيني ويجب وقف هذه الانتهاكات دون مزيد من التأخير على الإطلاق ”
ويضيف الشوملي” العديد من المواطنين لا يدركون الفوائد التي توفرها الطيور للبيئة والمزارعين ” تلعب الطيور دورا أساسيا في التوازن البيئي لأنها تساعد المزارعين في السيطرة على أعداد الحشرات والقوارض مثل فأر الحقل الذي يضر بالمزروعات ويبلغ جنسيا خلال ثلاثة أشهر وينجب ثمانية أفراد في الولادة الواحدة وتعتبر الطيور الجارحة مثل البوم والعوسق صديقة للمزارع حيث يأكل زوج من طائر البوم ما معدله 2000 فائر حقل سنويا ” .
- خالد أبو علي، هو باحث وناشط بيئي فلسطيني يقيم بين مدينتي رام الله وجنين، ويعتبر أيضا خبيرا في التخطيط الاستراتيجي والطاقة الخضراء وله إسهامات متعددة في تنظيم النشاطات الخضراء.