
خاص(سوسنة)
يوما بعد يوم، تنقضي ايام فصل الربيع، دون تمكن آلاف الزائرين القادمين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى المناطق المفتوحة في الأغوار الفلسطينية والتقاط الصور لغزلان الجبل الفلسطينية.
والسبب في ذلك متعلق بالدرجة الاولى بالوضع الأمني السائد في الضفة الغربية، والذي أصبح معقدا حد الخطورة منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي انعكست على حرية الحركة في الضفة الغربية.
تعتبر الأغوار الشمالية امتدادا جغرافيا للشريط الشرقي للضفة الغربية، تمتاز بتنوعها الحيواني والنباتي، مما جعلها واحدة من القبل السياحية الجاذبة لأعين المصورين، والمختصين البيئيين على حد سواء.
يعيش غزال الجبل في مجموعات صغيرة، وهو من الحيوانات التي يمكن أن تنشط خلال الليل والنهار، وتعرض خلال السنوات الماضية الى عمليات صيد وقتل واسعة، ما وضعه على قائمة الحيوانات البرية المهددة بالاختفاء.
حتى قبل عامين، كانت تلك المنطقة ذات الشتاء الدافئ والصيف الجاف في الضفة الغربية، إحدى المزارات السياحية لآلاف المواطنين من كل أنحاء الضفة الغربية، لوجود مناطق خضراء دائما ، مثل عين الساكوت، وحمامات المالح، تعيش فيها قطعان الغزلان التي تجذب المصورين البيئيين.
وكانت مظاهر هذه البيئية المعروفة بتنوعها الحيوي في الأغوار الشمالية سنويا واحدة من أكثر المشاهد التي يستهدفها، المصورون والمختصون في الحياة البرية.
لكن، بشكل أساسي، يدور الحديث عن عاملين رئيسيين قتلا السياحة البيئية في هذه المناطق التي تعتبر موئلا مفتوحا للحيوانات البرية هما: الحواجز، وفقدان المنطقة الأمن.
انتشار الحواجز العسكرية، والبوابات الحديدية بين مراكز المدن، والقرى في الضفة الغربية، جعلت المنطقة تعيش أياما فقيرة سياحيا.
ففي أرقام رسمية صادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن الاحتلال الاسرائيلي يقيم في الضفة الغربية قرابة 1000 حاجز وبوابة عسكرية، العشرات منها مغلق بالكامل.
ومع ذلك، يقضي محمد دراغمة احد مصوري الطبيعة في طوباس وهي منطقة تقع على امتداد السفوح الشرقي المطلة على منطقة الاغوار، ساعات طويلة على الحواجز العسكرية الاسرائيلية للوصول إلى الأغوار الشمالية، والتقاط بعض الصور خلال فصل الربيع.
اعتاد دراغمة خلال السنوات الماضية على ملاحقة غزلان الجبل الفلسطينية في تلك المناطق والتقاط صور لها.
يشير إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية التقط مئات الصور لذلك الحيوان، لكنه خلال العامين الفائتين لم يلتقط أي صورة بسبب الإجراءات الاسرائيلية حول المنطقة.
يقول لــسوسنة: “نقضي ساعات طويلة على حاجز واحد للوصول إلى الأغوار الشمالية”. لكنه يعتقد باستحالة وصول المصورين من مناطق اخرى بعيدة إلى المناطق البرية لالتقاط صور للحيوانات البرية مثل الغزال.
إلا أن الأمر لا يخلو من امكانية بعض المهتمين ومصوري الحياة البرية من الوصول إلى الأغوار والتقاط بعض الصور.
على أية حال، ليست المشكلة الوحيدة في عدم القدرة على الوصول إلى الأغوار الشمالية، فحتى من يستطيع الوصول إليها، يبقى أمام سؤال ملح، أين أذهب؟.
فرغم كل هذا الفضاء الجغرافي الواسع في الأغوار الشمالية، الا للمواطن الفلسطيني يواجه مصاعب حقيقية في الوصول الى تلك المناطق.
وعلى طول سلسلة الجبال الممتدة في تلك المنطقة كانت الغزلان تظهر خلال ساعات النهار تبحث عن مصادر المياه للتزود بها.
في هذه المناطق تعيش الغزلان الى جانب حيوانات برية اخرى نادرة الظهور مثل الثعالب والضباع وطيور الحجل المقيمة والطيور المهاجرة والتي كانت على مدار السنوات مشهد مألوف في الصور التي يلتقطها مصورو الطبيعة.
أصبحت المناطق الخضراء في الأغوار الشمالية بشكل شبه كامل، تحت تهديد مباشر من المستوطنين الاسرائيليين الذين ينتشرون بشكل كبير قرب المناطق التي تعتبر موئلا لتلك الحيوانات.