سوسنة
انطلقت في مدينة رام الله بالضفة الغربية، مؤخرا حملة للحد من استخدام البلاستيك في التعاملات التجارية اليومية.
ووقعت بلدية رام الله اتفاقية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية تحت شعار “يلا نشيل البلاستيك من حياتنا”، وذلك في خطوة اولى مع مجموعة من المحال التجارية وهي :الشني اكسترا، برافو، ماكس فرش، بغداد.
وقال رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس في تصريح نشر على الموقع الالكتروني لبلدية رام الله، “إن هذه الحملة تهدف الى رفع وعي المواطنين حول التقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية والتي قد تعتبر ضارة صحيا وبيئيا واستبدالها بأكياس أخرى صديقة للبيئة، من خلال إعادة استخدامها عدة مرات أثناء القيام بالتسوق”.
في بيان صحفي أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة جودة البيئ، لمناسبة يوم البيئة العالمي، تحت شعار “دحر التلوث البلاستيكي، تشير بيانات وزارة الحكم المحلي للعام 2022، إلى أن كمية النفايات الصلبة البلدية المتولدة في فلسطين تقدر بحوالي 1.7 مليون طن/ سنة بواقع (1.1 مليون طن/ سنة في الضفة الغربية و 0.6 مليون طن/سنة في قطاع غزة)،
وبحسب البيانات، فيبلغ معدل إنتاج الفرد من النفايات الصلبة حوالي 1 كغم/يوم، إذ يتراوح من 0.93-2.78 كغم/يوم في المناطق الحضرية، و0.73 – 1.14 كغم/يوم في المناطق الريفية، فيما يبلغ إنتاج النفايات في مخيمات اللاجئين حوالي 0.72 كغم/يوم.
وسجل إنتاج العالم من البلاستيك عالميا قفزة رهيبة منذ منتصف القرن الماضي ووصل الى حوالي ٤٠٠ مليون طن في هذه الآونة حسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
تعتبر المحلات التجارية الكبيرة موطنا مناسبا لكميات كبيرة من البلاستيك، بسبب استخدامها أثناء الحركة التجارية.
وبأرقام تقديرية، وفي أحد فروع سوبر ماركت “برافو”، إحدى المؤسسات التجارية في رام الله، والتي وقعت الاتفاقية، يرتاد حوالي ٢٠٠٠ زائر الفرع للتسوق.
وقالت مديرة التسويق في “برافو” نوال عودة “إنه رقم كبير لو حسبنا أن كل مشتر سيستخدم كيسين من البلاستيك”.
وأضافت” نحن نتحدث عن رقم كبير من استخدام أكياس البلاستيك في ثلاثة فروع شملتها الإتفاقية، و هناك حوالي عشرة آلاف زائر لتلك الفروع سيكون أمامهم فرصة استبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس قماشية”.
وعند استبدال الأكياس البلاستيكية، بقماشية، أو أكياس مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، يعطي هذا مجالاً لاستخدامها في أكثر من مناسبة.
وقالت عودة “إنها أكياس مقاومة، وصعبة التمزيق والتلف(..)، يمكن استخدامها مرات عديدة”.
واضافت، إن فكرة مثل هذه لاقت إقبالا كبيرا من المتسوقين، لكن هل يمكن من رؤية مستقبلية تعميمها؟
ووصفت مسؤولة الإعلام في اتحاد المجالس البلدية في فلسطين، ندين النخلة هذا الامر”إنها فكرة يمكن التعويل عليها(..)، كل المبادرات التي يمكن أن تقلل من مستوى التلوث البيئي سيتم تعميمها حسب الإمكانيات”.
ويعتبر البلاستيك، حسب البيان الصحفي الذي أصدره جهاز الإحصاء، وسلطة جودة البيئة، أحد أهم مكونات النفايات الصلبة في فلسطين، حيث يشكل ما نسبته 16.4% من مجموع المخلفات الصلبة في الضفة الغربية، في حين تشكل مخلفات البلاستيك ما نسبته 14.0% من مجموع المخلفات الصلبة في قطاع غزة.
وفي ورقة موقف بعنوان “مواجهة تلوث البلاستيك في فلسطين وعالمياً“، بمناسبة اليوم العالمي للتخلص من الأكياس البلاستيكية ، أعدها معهد الأبحاث التطبيقية -القدس (أريج)، فقد ارتفع إنتاج العالم من البلاستيك من 0.50 مليون طن في عام 1950 إلى 400.3 مليون طن في عام 2022، وذلك بدافع أساساً من الطلب على المنتجات ذات الاستخدام الواحد.
وتقول المعطيات في الورقة ذاتها التي نشرت على الموقع الالكتروني لمعهد أريج في الثالث من حزيران الماضي، أنه في فلسطين، تؤدي البنية التحتية غير الكافية لإدارة النفايات والتحديات السياسية المستمرة إلى تفاقم تلوث البلاستيك بشكل كبير.
وبحسب “أريج” فإن توزع نفايات البلاستيك حسب القطاع، في فلسطين كالتالي، الأسر حوالي 45-50% من إجمالي النفايات الصلبة يأتي من المصادر السكنية، قطاعات البناء والصناعة: تولد هذه القطاعات حوالي 20-25% من النفايات، والقطاعات التجارية/المؤسسات: تساهم هذه القطاعات بنسبة 25-30% من إجمالي حجم النفايات.
و بالاعتماد على الأرقام التي أوردتها “أريج”، فإن أقل من ثلث النفايات البلاستيكية في فلسطين بقليل تنتجها القطاعات التجارية.
وقالت عودة: “سيتم التعاقد مع مصانع لصنع أكياس مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، والتخلي عن الأكياس البلاستيكية لما فيها من ضرر على البيئة”.
ووقعت أربعة محلات تجارية ضخمة في رام الله الاتفاقية التي تفضي إلى استبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس قماشية صديقة للبيئة، حسبما نشر على الموقع الإلكتروني لبلدية رام الله. في الثامن والعشرين من شهر حزيران الماضي، أوردت “ستاتيستا” وهي شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين على موقعها الالكتروني، أرقاما تقول فيها أن آسيا هي أكبر منتج للبلاستيك في العالم. وشكلت الصين وحدها 32% من الإنتاج العالمي في عام 2022.