الثعلب الأحمر العائد الى الطبيعة

خاص “سوسنة”
قبل ايام، عاش صغير أحد الثعالب، يقدر عمره بأقل من عام، لحظات تاريخية، بعد أن أطلقه المختص في علم الحيوانات يوسف نصار مرة أخرى إلى الطبيعة الأكثر مناسبة للعيش في مدينة دورا، جنوب الضفة الغربية.
وحسب المهتمين بالمجال البيئي، ستكون مستقبلا نتائج هذه الخطوة التي جعلت الثعلب الصغير يعيش في بيئته المفضلة، مبهرة على المستوى البيئي.
وعلاوة على المحافظة على سلالة هذا الحيوان، لا يغفل المهتمون في المجال البيئي عن ضرورة الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة.
وليس شرطا أن نشهد هذه النتائج خلال السنوات القريبة القادمة، لكن إذا ما سارت دورة هذا الحيوان بشكل طبيعي، فإنه سيحصل على فرصة للتزاوج، بعد أن يبلغ عاما ونيف، وإنجاب ما بين أربعة إلى خمسة جراء في فترة الربيع، بعد فترة حمل تتراوح بين 50_53 يوما.
كان هذا الثعلب المنتمي لفصيلة “الثعلب الأحمر”، واحد من الحيوانات المحظوظة في الضفة الغربية، رغم الوضع الصحي الذي وصل إليه.
لقد نجا من مصير سيء كان ممكن أن ينهي حياته.
فقبل أسبوع، صادف أحد المواطنين صغير الثعلب على جانب إحدى الطرق في دورا جنوب الضفة الغربية، وكان غير قادر على المشي أو الحركة.
تبين في وقت لاحق أن إحدى المركبات المارة من هناك قد صدمته، وتسببت له بعد التشخيص برضوض في إحدى قدميه.
باشر نصار بمساعدة وإشراف طبيب بيطري الإجراءات العلاجية على مدار عدة أيام، حتى أصبح قادرا على المشي بشكل شبه طبيعي.
وبالرغم من عدم تشافي صغير الثعلب بشكل كامل، إلا أن المختص البيطري قال لـ نصار، أنه بالامكان إعادته إلى الطبيعة.
كان واضحا من مقطع فيديو صور أثناء إطلاقه، أن حركته ليست مثالية، لكنها مقبولة.
والثعلب الذي سلمه أحد الى نصار وهو ينتمي الى جمعية الحياة البرية،، ظهر في قفص يبدو صغير الحجم، قبيل إطلاقه إلى الطبيعة بدقائق.
وعلى شكل معاكس للكثير من القصص الحزينة لمثل هذه الحيوانات التي تتعرض للقتل والضرب والبيع كان هذا الثعلب محظوظا.
وعلى المستوى، الشعبي، يدور صراع كبير بين مربي الدواجن خاصة، والثعالب التي تعتبرها طعاما شهيا لها.
لذلك، فإن الحوادث المتكررة بقتل الثعالب لهذه الطيور، جعلت شريحة كبيرة من المواطنين تقدم على قتلها، حفاظا على الدجاج.
يقول المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الأطرش، إن الثعالب تعيش في كل المناطق في الضفة الغربية.
وهذا ما يعطي تفسيرا واضحا لوجودها قرب المناطق المأهولة.
كان صغير الثعلب مصابا بإحدى قدميه، وأجرى المختصون عملية تطبيب له، قبل إعادة إطلاقه إلى البرية الفلسطينية.
وبشكل سريع وخاطف، يمكن لسكان القرى في الضفة الغربية مشاهدة الثعالب عن قرب، قريبا من المناطق المأهولة بالسكان.
عندما فتح نصار، والمواطن الذي أحضر الثعلب، باب القفص الذي كان محتجزا فيه أثناء مرحلة العلاج، انطلق الحيوان مهرولا إلى الطبيعة، ثم بدأ بزيادة وتيرة السرعة حتى توارى عن الأنظار.
يقول نصار: “إنه ابن الطبيعة(..)، سوف تسير الأمور على ما يرام”.
كان يبدو عليه عرجا خفيفا في مشيته، لكنه أكمل المسير.
قال الأطرش: “الثعلب حيوان شائع، لكن مهدداته تعتمد في الدرجة الأولى على وضع السم لها، أو صدمها بشكل مقصود أو غير مقصود من المركبات.
وتزداد هذه الفرصة في حالة الاقتراب أكثر من المناطق المأهولة بالسكان، لأسباب يراها المواطنون بالنسبة لهم منطقية.
وبسبب هذا التوسع في الجغرافيا التي يعيش بها الثعلب، لا يتوقع الأطرش أن يكون هناك عددا واضحا، أو حتى تقريبا للثعالب.
لكن نصار قال إنه حسب المشاهدة العينية، فإن عدد الثعالب ازداد مؤخرا، أضعافا مقارنة بذلك العدد الذي كان قبل عشرين عاما تقريبا.
وهذه المساحة الكبيرة للمنطقة التي يألفها الثعلب، حسب المختصون هي عامل إيجابي آخر في الحفاظ على التوازن البيئي.
ويوميا، تزداد المناشدات من المختصين البيئيين، والمهتمين في المجال الحيواني، بضرورة الحفاظ على كافة الحيوانات، وعدم قتلها، وذلك بسبب الدور غير المتناهي الذي تلعبه في الحفاظ على التوازن البيئي.
خلال العقدين الماضيين، أعاد مهتمون في التنوع البيئي عشرات الحيوانات المفترسة، والأليفة، والطيور إلى الطبيعة، بعد الحصول عليها من مواطنين، أو إيجادها في أماكن مختلفة.